قال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا للمنظمة، عبد الحكيم الواعر، إن قطاع الزراعة في غزة دخل بالفعل مرحلة الانهيار مع استمرار الأوضاع الراهنة، مؤكدا أن المنظمة تسعى إلى حشد المزيد من الجهود والموارد حتى تكون جاهزة للدخول في مرحلة إعادة الإعمار عندما تسمح الظروف الأمنية وتتوقف العمليات العسكرية.وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، أكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أنه مع تحول كل الناس في غزة تقريبا إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية نظرا لعدم تمكن أي من المنتجين والمزارعين من الانتاج المحلي، صارت هناك حالات كبيرة من سوء التغذية، ولها آثار وخيمة وتسبب أمراضا مزمنة للأطفال على وجه الخصوص. وأضاف أن "غياب البروتين الحيواني الطازج والخضروات الطازجة سيسبب في إعاقات ومشاكل صحية كبيرة. كل هذا يؤدي بنا إلى المجاعة".وتحدث الواعر عن أهمية القطاع الخاص في غزة الذي انسحب بالكامل وخسر كل ما لديه، "وعودته لن تكون بالسهلة" لأنه لن يعود ما لم يكن هناك أمان كامل، وثقة كاملة في السوق وفي الأوضاع الأمنية بالكامل. مجهود كبيروأكد المسؤول الأممي لأخبار الأمم المتحدة أن إعادة الإعمار وإعادة بناء قطاع الزراعة "ستتطلب مجهودا كبيرا جدا"، يبدأ من عودة القدرة البشرية القادرة على إعادة قطاع الزراعة، وإمداد هذه القدرة البشرية بالمدخلات الضرورية، فضلا عن وجود حاجة كبيرة إلى تأهيل ما تم تدميره وفقدانه من البنية التحتية التي تخدم قطاع الزراعة بشكل مباشر.وأوضح أنه على مستوى الأراضي المنتجة للخضروات والمنتجات الزراعية في قطاع غزة، هناك انهيار كامل لتلك الأراضي بنسبة 42% تقريبا.وتحدث المسؤول الأممي عن مشروع إعادة الإعمار الذي أطلقته المنظمة ويتطلب ما لا يقل عن 20 دولار، تم جمع 11 مليونا منها حتى الآن.وأفاد بأن المنظمة حصلت مؤخرا على موافقة بعد انتظار دام أكثر من حوالي ثلاثة أشهر لإرسال كمية من الإمدادات، على أن تكون الشحنة الأولى حوالي 500 طن من العلف الحيواني عبر معبر رفح لدعم ما يقارب 1400 مزارع وصغار مربيي الحيوانات.وأكد أن هذا سيساهم في انتاج الحليب والبيض وبعض اللحوم، "وربما يقلل من المضار المتعلقة بسوء التغذية والحاجة إلى المساعدة الغذائية المباشرة".الوضع في الضفة الغربيةوتطرق الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا لمنظمة الفاو إلى الأثر الكبير جدا للتأثير المباشر للصراع في الضفة الغربية على قطاعي الزراعة والغذاء. وقال إن "حوالي 68.5% من الصناعات الغذائية والزراعية داخل الضفة الغربية تقريبا أوقفت عملها بالكامل".ونبه إلى أن هناك ما يعادل 10 ملايين دولار من إنتاج الزيتون في عام 2023 قد تلف تقريبا نتيجة عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم بسبب عدم وجود التصاريح اللازمة لذلك، وانعدام الأمن لهؤلاء المزارعين والفلاحين للوصول إلى أراضيهم والعمل في مزارعهم بشكل طبيعي.وأشار كذلك إلى العلاقات التجارية ما بين الضفة الغربية وبعض الدول التي انحسرت بالكامل وتوقف فيها حركة التجارة نتيجة الانقطاعات والعراقيل والإجراءات المعقدة.
view more